روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | لماذا الطلاق.. يا أمي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > لماذا الطلاق.. يا أمي؟


  لماذا الطلاق.. يا أمي؟
     عدد مرات المشاهدة: 3268        عدد مرات الإرسال: 0

تم الانفصال بيني وبين والد أطفالي منذسنة ونصف تقريبا وقد حاولت ان اتخطى انا هذه المرحلةبسلام حتى استطيع مساعدتهم وبعدفترة اشهر من الانفصال بدات ابنتي تبكي وتسالني عن ابوها ومن سيهتم به وكيف سياكل وحده ومامعنى الطلاق

فحاولت ان اوضح لهاالامر بصراحة وبهدوءوذكرت لهابعض المواقف التي كانت تحصل امامها واقتنعت لكنها عادت بعد مدة تلومني وتقول لماذا اخبرتيني عن هذا الموضوع انا صغيرة جدا على هذا الكلام ثم بدات ترفض الذهاب لوالدها

علما ان والدها حريص جدا على التواصل مع اولاده كذلك ولدي الاخر يرفض الذهاب لوالد ه بدون اسباب فهل اتركهم على راحتهم او اجبرهم على الذهاب علما باننا نعيش اجواء عائلية رائعة في منزل اهلي وظروفنا الماديةافضل من اول بكثير

وكذلك والدهم يدعي انه هو الذي يصرف عليهم ويتركهم يفعلون مايريدون دون حساب حتى في الخطاابنتي في 8وولدي في 5 والثالث في 3 وجزاكم الله خيرا

 الأخت الفاضلة السيدة أم عبدالله.

أهلا ومرحبا بك.

لا أعلم علي وجه الدقة ماذا أخبرت طفلتك بدقه وهل كان الحديث مناسب لعمرها أم لا، وهل أدي هذا إلي تشويه صورة والدها أم لا، لكن يبدو أنها أخذت موقف ضد والدها وهو ما يشير والله أعلم أن المعلومات التي وصلتها سواء بقصد أو بدون قصد أدت إلي ذلك.

سيدتي:

الأطفال يحتاجون الأب والأم " معا " ويحتاجون أن يحبوهما " معا " ويفخرون بهما " معا " , فإذا حدث الشقاق بين الزوجين فإن هناك انشقاقا موازيا يحدث في نفوس الأطفال فيصبحون في صراع , أينضمون إلى الأم ويتعاطفون معها أم ينضمون إلى الأب ويتعاطفون معه أم يقفون حيارى بين الاثنين , أم يكرهونهما "معا" كما أحبوهما "معا" , أم ينقسمون فريقين بين الأب والأم يعادى كل منهما الآخر.

الأطفال يشعرون أن الأرض غارت من تحت أقدامهم وأنهم قد فقدوا الأمن والاستقرار , وأن عليهم أن يواجهوا الحياة بالأب فقط أو بالأم فقط , وأن وجودهما معا أصبح مستحيلا أو متعذرا.

ويعيشون حالة من اضطراب التوازن العاطفي لأن الطفل لكي يكون سويا يحتاج لوجود الأبوين في حياته لكي يتوحد بأحدهما (الموافق لجنسه) ويستدمج الآخر (من الجنس المخالف) ليدرك به ذلك الجنس ويكون قادرا على فهمه والتعامل معه ومع أمثاله فى الحياة الأوسع.

أما إذا كان الأبوين على درجة عالية من النضج فإنهما يدركان احتياجات الأطفال ويحاولان بعد الطلاق الإبقاء على مساحة من التفاهم والتواصل تسمح بإبقاء حالة الاستقرار والأمان المادي والمعنوي لهم , وهما يوصلان رسالة لهم بأنه ليس بالضرورة أن يكون بابا سيئا أو ماما سيئة ولذلك انفصلا.

ولكن هناك اختلافات في الطباع جعلت من الصعب استمرار العلاقة الزوجية الصحية بينهما ولذلك قررا أن ينفصلا فانتفت بينهما صفة الزوجية ولم تنتف عنهما صفة الأبوة , فهما يمارسان أبوتهما لأطفالهما بشكل ناضج ومسئول.

وفي النهاية:

أرى أن يتم مناقشة الموقف مع الأب إذا أتيح ذلك ويتم إذا سمحت الظروف بلقاء عائلي يضمك أنت وطليقك مع الأولاد مما يعطي لهما انطباع إيجابي بأن العلاقة لم ولن تنقطع وأنهم لا يحتاجون للانضمام لأحدكما فقط.

وإذا تعذر ذلك فلتفكري في طرق متشابهة تسمح بالتواصل بين الأطفال والأب لأن هذا في صالحهم نفسيا واجتماعيا.

الكاتب: د. علي إسماعيل عبد الرحمن

المصدر: موقع المستشار